"هواء معبأ برائحة الدم".. شهادات النازحين في مواصي غزة عقب الغارات الإسرائيلية

"هواء معبأ برائحة الدم".. شهادات النازحين في مواصي غزة عقب الغارات الإسرائيلية

قُتل وأصيب المئات يوم السبت الماضي بعد سلسلة غارات جوية إسرائيلية في منطقة المواصي قرب خان يونس، جنوب قطاع غزة، وفور ذلك حشدت الوكالات الأممية إمكانياتها لدعم الاستجابة الطبية والإنسانية بما في ذلك في مجمع ناصر الطبي.

"أهذه منطقة آمنة؟"

تستنكر ثريا أبو معمر وهي نازحة من شمال قطاع غزة القصف الذي قالت إنه طال مدنيين كانوا يتسلمون المساعدات، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة، مضيفة: "كان يجري في المكان تسليم مساعدات من وكالة (الأونروا) وكان الناس يتلقون المساعدات، يتسلمون الطعام والخبز الذي أصبح مغموسا بالدم، لا يمكنني استيعاب ما حدث، كيف يمكنكم قصف أناس يتسلمون مساعدات لتقديمها لأبنائهم؟ هذا إجرام.. أين الإنسانية؟".

أما محمد المزنر وهو نازح من مدينة غزة فيقول: "كنا نياما هنا في أمان الله مثلما ينام كل الناس في هذه الخيام مثلما ترى تفاجئنا بنزول براميل (القصف) علينا، كان الوضع صعبا للغاية ولا يمكن وصفه، تطاير الأطفال الصغار والأنقاض، ابن أخي كان بصدد الدخول إلى الخيمة أصابته شظية في رأسه فاستشهد.. أهذه هي منطقة المواصي التي تسمى بالآمنة؟"

"نظرنا فلم نجد أي خيمة"

ووصفت آمنة أبو رزق وهي نازحة من بيت لاهيا شمال قطاع غزة لحظة القصف فقالت: "استيقظنا عند العاشرة والنصف صباحا، خرجنا من الخيمة لأن الجو كان حارا داخل الخيمة التي نقيم فيها مع أكثر من عائلة واحدة، سمعنا أصوات الصواريخ، أثار الصاروخ الأول غبارا كثيفا ولم نعد نرى أي شيء، ثم وقع الصاروخان الثاني والثالث ولم نتمكن من مغادرة مكاننا، بعد أن هدأ الوضع قليلا، امتلأ الجو بغبار أسود، ثم بعد ذلك نظرنا فلم نجد أي خيمة من خيامنا، ذهبنا إلى عيادة الوكالة (الأونروا) ومكثنا هناك وعندما عدنا إلى المكان وجدناه مدمرا بالكامل، أصبنا بالصدمة جراء عدد الشهداء، وهذا المكان هو مكان آمن طلبوا منا المجيء إليه".

أما أمجد الريس النازح من غزة فيقول: "وقع القصف فجأة وملأ الرماد الجو ووقعت إصابات بين الناس. أتيت مسرعا ووجدت أبي مدفونا هنا سحبته وأخرجته الحمد لله، عمي وأولاده كانوا هنا تحت الأرض، لقد عانينا كثيرا".

"هواء معبأ برائحة الدم"

وكان نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، سكوت أندرسون قد زار مجمع ناصر الطبي في خان يونس يوم السبت الماضي حيث شهد "أحد أفظع المشاهد التي رآها في غزة خلال الأشهر التسعة الماضية".

وقال أندرسون للصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إنه زار المجمع الطبي بعد الضربة التي تعرضت لها منطقة المواصي، حيث كان المرفق الصحي مكتظا، وكان هناك أكثر من 100 مصاب.

وأضاف "كان الهواء معبَّأ برائحة الدم، وكان أحد العاملين في المجال الصحي يمسح برك الدم على الأرض باستخدام الماء فقط لعدم وجود إمدادات كافية ومواد مطهرة أو غيرها من لوازم التنظيف لوقف انتشار العدوى".

وأفاد بأنه أثناء وجوده في المستشفى شاهد رُضَّعا مبتوري الأطراف، وأطفالا مشلولين ومحرومين من تلقي العلاج لعدم وجود المعدات اللازمة في المستشفى، وأطفالا آخرين انفصلوا عن آبائهم.

 وجدد أندرسون التأكيد على أنه لا يوجد مكان آمن في غزة.

وتشن إسرائيل هجوما جويا وبريا على غزة منذ أكتوبر الماضي، وتعهدت بتدمير حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) بعد أن شن مسلحون من الحركة في السابع من أكتوبر 2023 هجوما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، أغلبهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

فيما أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، إلى مقتل أكثر من 38 ألف شخص في القطاع، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 89 ألف جريح، وأغلب الضحايا نساء وأطفال، وفقا للسلطات الصحية في غزة وتُجرى حاليا مفاوضات لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية